أخت زوجي 23 عاما سنة 4 جامعة الأخت الصغرى في العائلة وترتيبها الرابع بينها وبين اخيها الأكبر وهو ذكر 7 سنوات ولديها اختين أكبر أيضا
المشكلة أنني ومنذ تزوجت أخيها لاحظت أنها لا تخرج مع صديقاتها مثل بقية البنات ولا تشارك بأي نشاط.
وحين سألت حدثوني عدة قصص كانت تحاول فيها دوما أن تقوم بما تفعله البنات من محاولات للتعرف على شباب أو مثلا تخبرهم أنا هناك حفلة لعيد ميلاد صديقتها وانها غير مختلطة يتبين فيما بعد انها مختلط وانها تكذب وتحاول الكذب حتى لو شاهدوها مباشرة..
لديها قدرة كبيرة على الكذب كي تخرج من المأزق اذا ما كشف اخوتها الأمر وخاصة اختها الكبرى والتي كانت تدللها وتشتري لها ما تريد وكانت اما لها بحكم أنا امها لا تفهم احتياجاتها بسبب فرق العمر والجيل لكن الأخت الكبرى تعبت من الكذب وشعرت أن اختها الصغرى تستغلها لتلبي رغباتها
حين تعرفت على اخت زوجي الصغرى كنت دوما ادافع عنها وأقول ان العائلة محافظة بشكل مبالغ فيه وانها يجب أن تمنح الثقة وأنهم يجب أن يعاملوها على أنها كبيرة وعدم الاستهزاء بها وبأعز صديقاتها، انها انسانة حساسة لا تتحمل المزاح وتبكي بسرعة وتتحدث دوما عن عدم تفهم اخوتها لها واهتمامهم بها
علما أنهم متزوجين وليس لديهم الوقت لفعل كل ما تريد الأخت الصغرى ومع ذلك يشترون لها كل ما تريد ويغرفقوها بالهدايا وكذلك تفعل الأم خاصة أن والديها
لا ينفقون إلا عليها بسبب زواج بقية الأخوة
حاولت ان اوضح لها ان اخوتها يحبونها ويخافون عليها وانهم يفعلون كا ما يريدون لمصلحتها وأنها يجب أن تجعلهم يثقون بها كي تأخذ ما تريد وتخرج كما تريد، صادقتها ودعمتها بكل ما أريد وجعلت اخوتها يغيرون بعض التصرفات
وأثبتوا في مواقف فاصلة بحياتها انهم يثقون بها وبرأيها حتى انها تفاجأت من تعاملهم من بعض القصص التي حدثت معها في الجامعة ومع اصدقائها وصداقاتها واعترفت وقالت سأتغير واهتم بدراستي
مع الوقت بدأت اصدق اخوتها في كل ما يقولونه حين استمر بكذبها وفي كل موقف كذب تقوم بنفس الدور وهو البكاء والقاء اللوم عليهم والتظلم والشعور بالظلم والواقع الاجتماعي المحافظ الصعب الذي تعيشه ضمن العائلة
اقتنعت مؤخرا بعد مواقف كذبت فيها علي وحاولت تبرير كذبتها، فكرت انها كانت تستخدمني لتحصل على موافقات من العائلة بحضور حفلات والخروج.. . كي تحقق اهدافها، فلم يسبق أن اخبرت احد بكل ما كانت تقوله لي وكان لديها تصرفات طائشة كثيرا لم تكن تعجبني لكنني كنت اقولها بطريقة ودية واعطيها ملاحظات لكن لم تتغير تصرفاتهما
ودائما رغم دعمي لها تضعني بمواقف محرجة لا تثق بنفسها ليس لديها اهداف بالحياة لا تعرف ماذا تدرس وبعد ان درست الرياضة بناء على اقتراح اهلها بدون ضغوط هي غير مقتنعة بشيء.. وهي تعتقد ان اهلها السبب بهذا التخصص
هي مغرورة بنفسها ربما لتغطي على شيء يلفت نظرها كل كلمة اطراء من شاب او امرأة وتكررها كثيرا حتى حين اختارت شريك حياتها وبعد ان بحث عنه اهلها وسألت هي شخصيا ناس عنه ولم تنصح بالزواج منه بسبب سلوكه وسلوك والده
ترك اهلها رغم ذلك الخيار لها وقررت ان تلغي الفكرة.. والان تتهمهم بأنهم من أثروا عليها؟؟ ؟ ؟ هل هي مريضة ماالحل؟
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته. .
حياك الله أختي الفاضلة و جزاك الله خيرا على حرصك عليها و على توطيد العلاقة معها من اجل مصلحتها. . فهي الآن تمر بصعوبات. .
أولا: علينا أن نغير في أساليب تقديم النصيحة لها بعيدا عن الأشياء النظرية و القول: افعلي أو لا تفعلي. . بل إلى ما رأيك. . بعد أن يتم التطبيق العملي لتغيير المفاهيم و الأفكار السلبية و الخاطئة عن ذاتها و أهلها، والأخذ بالأسباب و القضاء و القدر و الثقة بالنفس، و ما يخص الزواج الذي هو مشروع حضاري. .
فتتغير المشاعر ثم المعتقدات و الأفكار بشكل إيجابي، إن وجد من يساعدك في ذلك من أهل الاختصاص في الاستشارات العائلية و الحكمة و المنطق الجميل من الصالحات. . و من المحاور المهمة التي ينبغي التركيز عليها:
1- ((المرأة جوهرة كرمها الإسلام ولا تعطى إلا للكفء) ): فهي إنسانة خلقها الله في أحسن تقويم وكرمها.. ولها حقوق كفلها الله لها.. . وعليها أيضا واجبات تجاه خالقها ورسولها ودينها وذاتها وزوجها وأهلها وأقربائها ولتكون لها بصمة مضيئة في مجتمعها.. .
والخير كل الخير في إتباع أمر الله إرضاء لله سبحانه وحفظا للحقوق وصونا للأعراض.. . ومن أرضى الله رضي عنه الله وأرضى عنه الناس.. ومن أغضب الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس.. . إن شاء الله تكونوا من الراضين والمرضيين دائما.. .
2- ((الزواج مسؤولية و مشروع حضاري و ليس فقط مشاعر فحسن الاختيار من أهم عوامل السعادة) ): ((ومن أهم صفات الخاطب أو المخطوبة) ): الالتزام الحقيقي المعتدل بالدين وحسن الخلق بشكل عملي والاستطاعة وتحمل المسؤولية.
وهذا أيضا من أسباب السعادة الزوجية.. فالخاطب الجاد إن أراد الزواج حقا فليأت البيوت من أبوابها.. (أفعال ليست فقط أقوال). . وبعد سؤال القريب والبعيد عن الخاطب من حيث الدين والخلق وحسن المعاملة والاستطاعة.. .
لتكن فترة الخطوبة فترة كافية لكي يتعرف الخاطبان كل منهما على شخصية الآخر.. ما يحب ويكره.. والتعرف على الحقوق والواجبات الشرعية والإنسانية مع القيام بذلك فعلا.. وتعلم مهارات لحسن التواصل فيما بينهما وبين الأهل والأقارب والمجتمع.. .
واكتساب مهارات عن طريق الاستشارة وسماع المحاضرات أو حضور الدورات التي تخص المقبلين على الزواج.. لعلاج أي صعوبات أو مشاكل تصادف الزوجين.. فالوقاية خير من العلاج.. . . فيكون عش الزوجية كما يريد الله ورسوله.. . واحة أمان واطمئنان.. مودة ورحمة.. أمور منتظمة مخطط لها.. . متفق عليها.. .
ثم ينظر الحكماء الثقات في العائلة والمخطوبة معهم و هي الأساس في الإيجابيات والسلبيات ثم تتحاورون وتتفقون لإصدار القرار النهائي - بعد الاستخارة - للقبول بالخاطب الجاد كزوج لابنتهم.. فيهدي الله الإنسان للخير.. فيطمئن القلب.. ويهدأ البال.. .
3- ((فالماضي انتهى.. . ولا يستحق منك غير نسيانه وتجاوزه كليا ونهائيا.. . بأن نقول كما أوصانا ديننا: ".. . قدر الله وما شاء فعل. " إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ".. . " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ".) ) . .
وانظري إلى المستقبل نظرة كلها تفاؤل وأمل بالله أن الله سيوفقك لحسن الاختيار وفكري دائما بإيجابية وحافظي على تلاوة القرآن والدعاء والاستغفار والأذكار.. وكرري تمارين الاسترخاء للتخلص من الأفكار السلبية.. . الآن حياة أخرى مختلفة فابدئي حياتك من جديد.. . . . كوني كما أراد الله.. .
وطوري من قدراتك.. وشيء رائع منك أن تحاولي الابتعاد عن الوحدة لأنك لا بد وأنك لمست آثارها السلبية من حساسية من أي كلمة تقال وسلبية في التفكير إلخ.. . . لكن لا بد أن تكوني مؤهلة بعد هذا الانقطاع عن المحيط من حولك.. مؤهلة بمهارات لتقدير وتنمية ذاتك ومهارات فن التواصل مع الناس ومهارات لإدارة الصعوبات والتغلب عليها بكل وعي وحكمة.. فيكون الطريق واضحا أمامك.. .
فخالطي الصالحات بإنجاز مفيد يسعدك.. وأحسني الظن بالله.. وأنه لن يحدث شيء في هذا الكون إلا بإرادة الله.. . . فيزول الخوف والقلق من المستقبل لأن الله برحمته وكرمه سيختار لك الخير دائما.. . فاطمئني ووكلي أمرك إلى الله.. ولنعلم أن الزواج ليس رومانسية فقط.. . بل أيضا الزواج مسؤولية.. ومشروع حياة هام.. سيكون أولاد وذرية.. فلا بد أن يكون الزوج وزوجته على قدر المسؤولية.. .
4- ((ثم رددي دائما العبارات الإيجابية) ): أنا قوية بالله لأن الله معي يبشرني.. يحب أن أدعوه.. ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه.. . إذا أنا قوية لأني أستند إلى الله القوي.. هذا دافع لي لأن أكتشف قدراتي ومواهبي وطموحاتي وميولي ورغباتي وأهدافي في الخير.. سأكتبها الآن على ورقة.. إني أراها نقاط قوة كثيرة جدا.. .
سأنميها وأطورها فعليا في مراكز الخير مع الصالحات.. . ستهزم نقاط الضعف والسلبية.. دائما فكري بالإيجابيات وطوريها لتحل محل السلبيات.. . ستصبح نفسك مطمئنة بعون الله.. نسأل الله لها و لجميع البنات المسلمات التوفيق والنجاح.. . وزوجا صالحا وذرية صالحة وحياة سعيدة إن شاء الله.
الكاتب: أ. أنس أحمد المهواتي
المصدر: موقع المستشار